الجزائر: العاطلون عن العمل يحضرون لـ'مليونية' جديدة في الجنوب

الجزائر ـ 'القدس العربي': قال الطاهر بلعباس الناطق باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل إن المظاهرة التي دعت إليها اللجنة في ولاية الوادي (620 كيلومتر جنوب العاصمة) السبت القادم تأتي في إطار سلسلة الاحتجاجات التي يعرفها الجنوب الجزائري منذ عدة أسابيع، مشيرا إلى أن هذه المليونية الجديدة تأتي للتأكيد على أن السياسات الترقيعية التي اعتمدتها الحكومة لا يمكن أن تغطي على غابة الإقصاء والتهميش التي يعيشها العاطلون عن العمل، ليس في الجنوب فحسب، وإنما في جميع ولايات البلاد.
وأضاف بلعباس في اتصال مع 'القدس العربي' أن العاطلين عن العمل سيحضرون من عدة ولايات للمشاركة في هذه التظاهرة الجديدة، وذلك بعد تلك التي تم تنظيمها في ولاية ورقلة (800 كيلومتر جنوب العاصمة) قبل أيام، من أجل رفع مطالب شرائح واسعة من المجتمع.
وأشار إلى أنه على الرغم من التصريحات التي صدرت على لسان المسؤولين، والوعود التي قدموها للعاطلين عن العمل من أجل التكفل بمشاكلهم، إلا أن السلطات لم تفتح حوارا مباشرا مع المسؤولين عن اللجنة، فضلا عن سياسة القمع التي مورست ضد العاطلين عن العمل في عدة ولايات.
وأوضح بلعباس أن المظاهرة ستكون فرصة أخرى للتأكيد على أن اللجنة كممثلة للعاطلين عن العمل ليست لها مطالب سياسية، ولا تخدم أي أجندة خارجية، كما أنها متمسكة بالوحدة الترابية للجزائر، وتعتقد أن مشاكل الشباب واحدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
وأكد على أن العاطلين عن العمل شرعوا في نضالهم السلمي منذ أكثر من سنتين، إلا أن السلطات لم تستمع إليهم، ورفضت التعاطي مع اللجنة التي أسسوها، والتي كان الهدف من ورائها الانتظام في إطار واضح يجمعهم ويمثلهم، ولكن السلطات وخاصة وزارة العمل رفضت الاعتراف باللجنة، والتي وجدت أعضاءها متابعين قضائيا، ومحكوم على عدد منهم بالسجن أو بدفع غرامات مالية، فضلا عن القمع الذي تعرض له الكثير من العاطلين عن العمل في الحركات الاحتجاجية التي قاموا بها.
وكان العاطلون عن العمل وجمعيات حقوقية قد دعوا إلى تنظيم مظاهرة يوم 14 آذار (مارس) في مدينة ورقلة، وهي المظاهرة التي استقطبت إليها الأنظار، وأثارت حالة من الاستنفار لدى السلطات، ورغم كل الحشد الذي صاحب عملية التحضير للمظاهرة، إلا أنها جرت في ظروف عادية، ولم تتعرض لأي قمع، كما أن عدد المشاركين فيها لم يتجاوز بضعة آلاف، إلا أن المظاهرة حققت أهدافها قبل تنظيمها، على اعتبار أن السلطات سارعت بالإعلان عن سلسلة قرارات تهدف إلى منح امتيازات لشباب الجنوب، كما أن رئيس الوزراء عبد المالك سلال وصف هؤلاء الشباب بالشجعان، مع أنهم نظموا المظاهرة من أجل المطالبة برحيله، متهمين إياه بوصفهم بـ'الشرذمة' خلال زيارته لمدينة عين أمناس للاشراف على الاحتفالات المخلدة لتأميم النفط.
ورغم أن السلطات سارعت لاحتواء الموقف، من خلال الإعلان عن تشديد الرقابة على شركات المناولة التي تحولت الكثير منها إلى مافيا حقيقية، إلا أن العاطلين عن العمل لم يعودوا يؤمنون بالوعود، ويفضلون الإجراءات الملموسة، وهو السبب الذي جعل عددا من مدن الجنوب تعيش حالة غليان خلال الأيام القليلة الماضية.

» لا تقحموا القبيلة في العمل السياسي