تأبين علماني للشيخ البوطي وابو اسلام يربح المعركة ضد طوني خليفة
كاتب الموضوع
رسالة
المدير العام Admin
عدد المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 03/03/2013 العمر : 34
موضوع: تأبين علماني للشيخ البوطي وابو اسلام يربح المعركة ضد طوني خليفة الخميس مارس 28, 2013 12:27 pm
أنبيك، بوعزيزي القارئ، الذي لن يقدر احد على إرضائه، والفضائيات نواهل من دمي، أنني استمتعت بشهادة مصطفى الفقي على فضائية النهار، وهي فضائية لا تقارن بزميلاتها المصابة بداء الكلب، وحمّى الحديدي وزهايمر محمد سعد... ويمكن لمشهدين في شهادة الفقي التي تذاع مصحوبة بموسيقى تصويرية، أن تشخص مرض حسني مبارك - وهل يخفى المرض - بعد الاعتذار من عمر بن أبي ربيعة لمساواتنا القمر بالمرض! فالمرض الاستبدادي كان في بدر التمام قبل سنتين في سوريا، ويمكن أن نستفيد من آراء المرحوم البوطي الذي نال جنازة وتأبينا علمانيا لا اعتقد انه سيكون مسرورا به: إدانة من مجلس الأمن، وحدادا والقابا كبرى، ودفنا بجانب فارس حطين مع أن البوطي لم يحرر بشرا ولا حجرا.. تمنيت أن اعرف رأيه في ثورة تونس، أو في فوز الإخوان بالانتخابات والسلطة في مصر، تمنيت ان اعرف رأيه الشرعي في أصنام الرئيس التي تسمى بالأنصاب التذكارية (وهو حي بينما كان السوفيت يكرمون الزعماء الراحلين بتماثيل)؟ ما حكم تزوير الانتخابات؟ ما حكم كتم الشهادة؟ ما الحدود الدنيا للامر المعروف والنهي عن المنكر.. مات الرجل غامضا. عاش في منبر او كتاب، ومعظم أصحابه وأترابه من الشيوخ يصفونه بالدكتور ويبخلون عليه بلقب الشيخ، ويصفونه بالجفاء وأحيانا بالتكبر والتعالي. مات البوطي وبكى عليه شبان موشومون وهارلم شيك، وصبايا فور كاتس، وليس على جباههم علامات السجود.. وتلك حقا من مفارقات الزمان. قال الراحل في آخر لقاء تلفزيوني مبثوث على الرسمية السورية: 'إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء..' وأضاف؛ والتكبر 'سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ..' فاستيقظت من غفوتي التي طالت أربعين سنة، فالتكبر كان أول مرض أصاب إبليس، ثم أعدى به قابيل، ثم صار وباء وطاعونا، اصاب حتى العلماء والشيوخ. أما شهادة الفقي التي بدأنا الإشارة إلى مشهدين فيها، الاول: قال فيها أنّ السعودية أكرمت مبارك سليل الفراعنة ففتحت له باب الكعبة، وهو لا يفتح إلا في حالات نادرة، وفي مناسبات محددة، فدخل إلى مثابة الناس، ودار المضيف، بدءا من اليمين وليس بدءا بالاشرف والأعلى رتبة فانحنى الفقي على مبارك وقال له : هذه هي عظمة الإسلام - سيادة الريس - الذي لا يفرق بين كبير، وصغير، ورئيس ومرؤوس، فكان جواب مبارك العجيب 'من جوف الكعبة، مركز الأرض، وأقدم بيت وضع للناس، وأشرف بيت على الأرض، وقبلة المسلمين: ده وقت فلسفة!' المشهد الثاني في مقامات التكبر: يجلس الفقي على مائدة طعام رئاسية في إحدى المنتجعات ويصاب بالتسمم فيسعف في سيارة إسعاف الرئاسة، تسأل سوزان هانم ثابت بيه عنه، فتخبر انه أسعف في 'سيارتها' فتغار على سيارة الإسعاف الملكية أكثر من روح مستشار الرئيس والمفكر السياسي، وتقول: 'ما يغور.. عمرو بقى'. وهو المستشار ذاته الذي قدم صدام له البطيخ بنفسه، والرجل الذي أسعفه الملك الحسين بنفسه بعد اصطدامه بلوح زجاج، فغار مبارك منه وقال وقتها للملك حسين: 'أنت بتدلعو أوي!' عاش البوطي متواضعا في المال والسكن فقط لا غير. وقد استغل الإعلام الزوري وفاته فأصدر مانشيتات عريضة تقول: عمود الإسلام لن يهدم!! هل يقصدون أن البوطي كان عمود الإسلام؟ هل يقصدون ان مفتي سورية لا يزال حيا ويذود عن الاسلام؟
معركة أبو إسلام مع طوني خليفة؟
وافق طوني خليفة على استضافة أبو إسلام بشروطه، فخرج خليفة مدحورا من المعركة، والأسباب ليست في قلة ذكاء طوني خليفة، فهو مذيع لبيب وإعلامي جيد، وليس مثقفا أو باحثا، فلم نسمع منه سطرا صحيحا من الإنجيل. أبو إسلام ليس بالمثقف الرفيع فهو لا يتقن العربية جيداً، بل يخطئ أحياناً في أبسط التصريفات اللغوية، لكن ومع كل هذه العيوب استطاع أن يربك طوني خليفة، ويذيقه الويل والثبور. وهذه بعض اسباب هزيمة خليفة: - أن أبا إسلام صادق وصريح ولا يخفي شيئاً ، كشف حتى أسراره المالية والعائلية المتعلقة بطلاق زوجة ابنه. يوحي أبو إسلام أحيانا بأنه مغرور، مثل القسم بالله أن جميع المسيحيين يتابعونه، وليس دقيقا في اختيار المفردات المناسبة مثل 'صنعني زكريا'. مرد هذا قلة حصافة تعبيرية، لكنه متواضع لا يحسن التعبير عن تواضعه، ويعترف انه ليس داعية إنما هو 'مفكر' وصاحب رأي، وصفة باحث هي الأنسب له. - يحاول خليفة كسر جبهة أبو إسلام العقائدية بوسائل اجتماعية ومراسيمية: مثل الكرم والتسامح والاتيكيت، وهي أسلحة غير مفيدة وغير مجدية. مثل قوله أنا مسيحي أعشق الإسلام، وكيف يمكن لمثلي أن يهتدي على يدي واحد مثلك، أو نحن في عام 2013، أو هل جئت بهذه الشهادات من الانترنت!! نجا ضيفه أو بالحري خصمه من هذه الإغراءات، فهو يعترف انه ليس داعية، ولا يهمه عشق خصمه الإسلام، ولا يهمه أن يبادله حب الإسلام بحب المسيحية. الرجل لا ينافق و لا يجامل. وهذا مكمن قوته، يصاب طوني خليفة الذي يحاول التهكم عليه، بالذعر عندما يزأر فيه أبو إسلام : حاسب.. فأبي إسلام متمكن إلى حد معقول في فن المناظرة العقائدية، وكتبه العشرون في مكتبة الكونغرس، وعنده نسخ من الأناجيل الكثيرة التي لم يسمع بها طوني خليفة في حياته! - يهاجم أبو إسلام الأناجيل 'المزورة'، ويدافع عن فعله الشهير بتمزيق الإنجيل في مظاهرة، ردا على حرق المصحف في أمريكا -،وهو سلوك غير إسلامي قطعا، ويهجو شنودة، فلا يدافع خليفة عن شنودة لأنه لا يمثل المسيحيين، فيخسر نقطة، ولا يجرؤ خليفة على مهاجمة الإسلام أو القرآن - أليس عاشقا للإسلام - فيخسر نقطتين، وهكذا تحول إلى خصم مشلول، يحاول النيل من أبي إسلام في شخصه، وذمته، وليس في خطابه. - على قلة كرم أبي إسلام العقائدي الذي يهمل أوامر العفو والإحسان القرآنية، ويتمسك بحق رد الاعتداء بمثله، ويصر على الرد بالحذاء أسوة بمحمود شعبان مع أن الرد الأمثل هو كما في سورة الفرقان: سلاما. إلا أن أبا إسلام يبقى عادلا وكريما فهو يدعو إلى هدنة إعلامية بينه وبين القنوات المسيحية المناوئة، تبدأ منه بهدنة شهر سلفة على الحساب، وهو يحترم خصومه ويكتفي برد الاعتداء. أما رأينا المتواضع دائما فهو أن الوطن العربي عموما ليس مؤهلا لحرب أديان فكرية، مع أن من حق الناس أن تتحاور دينيا في الصحف أو في قاعات الجامعات، ولكن ليس على فضائيات الشو والإثارة. ليلى عبد اللطيف، هي صاحبة 'الهامات وتوقعات' وضاربة ودع استضافها ايضا طوني خليفة، ليس من بين توقعاتها تمثال تكريمي للبوطي ولا اظن انها تؤمن بالمعادلة القائلة: من يزرع الشبيحة يحصد جبهة النصرة. كاتب من كوكب الأرض
تأبين علماني للشيخ البوطي وابو اسلام يربح المعركة ضد طوني خليفة